في السادس عشر من فبراير عام 2009، تعرضت تشارلا ناش، البالغة من العمر 55 عامًا، لهجوم وحشي من قِبل شمبانزي مدجّن يدعى “ترافيس”. على الرغم من العلاقة الطويلة التي جمعتها بصديقة صاحبته، ساندرا هيرولد، لم يمنع ذلك الشمبانزي البالغ من العمر 14 عامًا ووزنه 91 كيلوغرام من مهاجمتها بوحشية.
في ذلك اليوم المشؤوم، حاولت ساندرا هيرولد، البالغة من العمر 70 عامًا، بشتى الطرق إبعاد ترافيس عن صديقتها. ولكن، لم تجد سبيلاً سوى الاتصال بمركز الطوارئ بعدما فشلت محاولاتها.
لم يتوقف ترافيس عن الهجوم، على الرغم من ضربات ساندرا بالمجرفة وطعناته بالسكين. في لحظة من الفزع، جفل ترافيس ونظر إليها بنظرة دهشة.
عندما وصلت الشرطة، خرج ترافيس من المنزل وحاول مهاجمة الشرطي. في النهاية، لم يجد الشرطي حلاً سوى إطلاق النار عليه وقتله.
تعرضت تشارلا لإصابات بالغة استدعت أكثر من سبع ساعات من العمليات الجراحية وأربع فرق من الجراحين خلال الأيام الثلاثة التي تلت الحادثة. تضمنت الجراحات محاولات لترميم الوجه والأطراف، بالإضافة إلى عمليات لاحقة لأنسجة المخ المتضررة.
رفعت تشارلا قضية على صديقتها ساندرا التي توفيت في عام 2010، وتم التوصل إلى تسوية في عام 2012، حيث حصلت تشارلا على أربعة ملايين دولار، تقريبًا جميع ممتلكات هيرولد.
في يونيو 2011، تمكن فريق من جامعة هارفارد من تركيب وجه ويدين جديدتين لتشارلا، لكن اضطروا لاحقًا إلى استئصال اليدين بسبب مضاعفات جسدية.
على الرغم من الجهود الجبارة لترميم وجه تشارلا، إلا أنها فقدت بصرها وتعاني من صعوبة بالغة في النطق بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بشفتيها وفكيها.
تشير بعض التحاليل إلى أن ترافيس هاجم تشارلا لأنه كان يعاني من نقص حاد في البروتين، مما دفعه إلى هذا الهجوم الوحشي.
كانت هذه قصة تشارلا ناش وترافيس، قصة مأساوية تذكرنا بأهمية الحذر عند التعامل مع الحيوانات البرية، حتى وإن كانت مدجنة.