كشف علماء المتحجرات والكيمياء عن أدلة جيوكيميائية تُظهر أنّ النباتات المعقدة استعمرت الأرض منذ 444 مليون عام، وهذا ما يعني أنها ظهرت في وقت مبكر جدًا من تاريخ الحياة على كوكبنا، ويعتبر هذا الاكتشاف مثيرًا للإعجاب للغاية.
استخدم العلماء بيانات عن نظائر الزئبق في رواسب العصر القديم لتوضيح متى تم استعمار الأرض لأول مرة بنباتات معقدة، وأظهر تحليلهم لرواسب التربة القديمة أن ذلك حدث قبل 444 مليون عام على الأقل، في بداية العصر السيلوري. وهذا الاكتشاف يعدُّ ثورة في فهمنا لتطور النباتات على الأرض، فالنباتات المعقدة تعتبر جزءًا أساسيًا من النظام الإيكولوجي والحياة على الأرض، وهي مصدر حيوي للأكسجين والغذاء للكائنات الحية الأخرى.
ولا يعلم أحد كيف كانت تبدو هذه الأشجار والغابات الأولى، فلم يُعرف حتى الآن سوى عدد قليل من “الغابات المتحجرة”، حيث بقيت في أعماق صخورها جذوع كاملة وبعض أنظمة الجذور.
وقد أظهرت دراسة هذه المتحجرات أن نباتات الباليوزوي المبكرة بدت غريبة للغاية، وكان لحاء ضوئي خاص آنذاك يلعب دور الأوراق في الأشجار الأولى، لكنها بشكل عام لم تكن تشبه الأشجار المعاصرة، بل كانت تشبه أكواز الذرة العملاقة والقصب. وبفضل الأدلة الجديدة التي تم العثور عليها، فإن العلماء يمكنهم الآن تحليل هذه الأشجار ودراسة تطورها في المستقبل.
واكتشف فريق دولي من علماء المتحجرات والكيمياء بقيادة الدكتور فين شينبين، الأستاذ في معهد الكيمياء الجيولوجية التابع لأكاديمية العلوم الصينية، أول دليل على أن أسلاف الأشجارالأولى على الأرض بدأت في استعمار الأرض في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقد سابقًا.
وتوصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف أثناء دراسة التركيب النظائري لصخور العصر السيلوري، حيث قاموا بقياس نسب الزئبق 199 والزئبق 200 في الصخور التي تشكلت في فترات مختلفة من حقب الباليوزوي، وأظهرت القياسات التي أجراها العلماء بشكل غير متوقع أن النسب المنخفضة من الزئبق 199 والزئبق 200 كانت مميزة ليس لرواسب العصر الديفوني الأوسط فحسب، بل وللصخور التي تشكلت منذ 444 مليونعام، في بداية العصر السيلوري.
واستنادًا إلى هذه الفرضية، توصل العلماء الصينيون إلى هذا الاكتشاف الذي يمثل نقلة نوعية في فهمنا لتاريخ الحياة على الأرض.
ويتمثل الأمر في أنَّ النباتات المعقدة، التي تعتبرُّ جزءًا أساسيًا من الحياة على الأرض، استعمرت الأرض في وقت مبكر جدًا، وهذا يعني أننا بحاجة إلى إعادة النظر في مفاهيمنا القديمة حول تاريخ تطور الحياة على الأرض. ويُعد هذا الاكتشاف إنجازًا كبيرًا في مجال علم المتحجرات والكيمياء، ويمثلج اللهجة العلمية ويُلهم العلماء في استكشاف أسرار تطور الحياة على الأرض.
فالاكتشاف الجديد يفتح أفقًا جديدًا لدراسة تاريخ النباتات وتطورها، ويُمكِّننا من فهم النظام الإيكولوجي في العصور القديمة، وكيف تحول وتطوَّر عبر العصور الزمنية المختلفة. ويُعد هذا الاكتشاف مثالًا جيدًا على كيفية استخدام التقانة الحديثة في العلوم لاكتشاف أسرار تاريخ الحياة على الأرض.
وفي النهاية، نتمنى أن يُلهم هذا الاكتشاف المزيد من البحوث والاستكشافات في مجال علم المتحجرات والكيمياء، وأن يفتح أفاقًا جديدة في فهم تاريخ الحياة على الأرض. فالعلماء يعملون من أجل كشف الأسرار والألغاز التي تحيط بالحياة، وهذا الاكتشاف الجديد يمثل خطوة جبارة في هذا الاتجاه.
إنَّ استعمار الأرض من قبل النباتات المعقدة قبل 444 مليون عام يعدُّ اكتشافًا مثيرًا للإعجاب، فهذا يعني أنها ظهرت في وقت مبكر جدًا من تاريخ الحياة على كوكبنا.
وهذا الاكتشاف يمثل تحولًا مهمًا في فهمنا لتطور النباتات على الأرض، ويمثل بابًا مفتوحًا للكثير من الأبحاث والدراسات المستقبلية في هذا المجال. وبفضل الأدلة الجديدة التي تم العثور عليها، يمكن للعلماء الآن استكشاف جذور تطور الحياة على كوكبنا بشكل أفضل، وفهم أسرار الحياة القديمة التي تمتد إلى ملايين السنين.
في النهاية، يمكننا أن نقول بأن هذا الاكتشاف يمثل إضافة هامة لمعرفتنا بتطور الحياة على الأرض، ويساعدنا في فهم النظام الإيكولوجي الذي يحيويتواجد على سطح كوكبنا. ومن المؤكد أن هذا الاكتشاف سيشكل نقلة نوعية في مجال علم المتحجرات والكيمياء، وسيُلهم العلماء في استكشاف المزيد من أسرار تاريخ الحياة على الأرض. ونأمل أن يتمكن العلماء في المستقبل من استخدام التقنيات الحديثة والأدوات العلمية المتطورة لإضافة المزيد من الأبعاد لفهمنا لتطور الحياة على كوكبنا، وكشف المزيد من الأسرار التي تحيط بهذا الموضوع الشيق.
مصادر: تاس
-
-
-
-
-
-
